عرض المقال
دبلوماسية الأيادى المرتعشة
2013-10-05 السبت
وصلتنى رسالة من د. يحيى طراف أستاذ جراحة عظام الأطفال لا تحتاج أى تعليق منى، فهى تتحدث عن نفسها وعن الأيادى المرتخية المرتعشة، يقول د. يحيى:
شاهدت على اليوتيوب «كليب» بعنوان «الجالية المصرية فى باريس تقرر وقف نشاط المركز الثقافى المصرى بباريس لحين عودة الشرعية» مدته ست دقائق واثنتان وأربعون ثانية، يبدو أنه التُقط حديثاً من داخل المركز الثقافى المصرى فى باريس؛ يظهر فيه مجموعة من المصريين جلوس فى صفوف داخل إحدى قاعات المركز يستمعون إلى شخص يحادثهم، بدا وكأنه الملحق الثقافى أو من ينوب عنه، وقد بدأ حديثه لهم بقوله: «إحنا جينا نحتفل النهارده بستة أكتوبر، ما بنحتفلش بخمسة وعشرين يناير ولا بتلاتين يونيو، مالناش دعوة بهذه الأحداث الحديثة»، ومن خلفه فرقة موسيقية أو تخت عربى شرع يعزف لحن «أنا فى انتظارك مليت».
إلا أن فريقاً من الحضور يبلغ عددهم حوالى العشرين شاباً أخذ يرفع شعارات رابعة الصفراء أو يلوح أياديه بها، ثم قفز أحدهم فانتزع الميكروفون من أمام الفرقة وأشار لها بالتوقف عن العزف، وأخذ يلقى خطبة وكأنه على منصة رابعة، وعبثاً حاول الملحق الثقافى ومساعدوه إيقافه، وساد الهرج، وانصرفت الفرقة. وأخذ هذا الشباب بعد ذلك يقفز فى الهواء داخل القاعة كما يصنع الألتراس وهم يهتفون هتافات مثل:
«يسقط يسقط حكم العسكر..
أووه هووه هوووه.. هنشيل السيسى الـ.... بتاعكو
ارحل يا سيسى.. مرسى هوّ رئيسى
يا سفير يا عرة.. الثورة مستمرة
لو عندك سيسى عاملك أزمة.. إمسكه من ديله واديله بالجزمة
إحنا الشرطة وإحنا الشعب.. يسقط كل ولاد الكلب».
وعند اليوتيوب الخبر اليقين لمن أراد أن يرى بعينيه ويسمع بأذنيه.
حدث هذا فى هيئة دبلوماسية مصرية فى الخارج، وهو ليس من حرية التعبير فى شىء، ويقع تحت طائلة القانون، وعلى الدولة أن تتخذ ضد الذين فعلوا ذلك كل الإجراءات الكفيلة بردعهم وردع من وراءهم، وإعادة هيبتها التى انتهكها هؤلاء الرعاع، وأبسطها إنهاء بعثاتهم إن كانوا مبتعثين من قبَلها، أو إلغاء جوازات سفرهم، ووضعهم فى مصر على قوائم الترقب والوصول. والذين فعلوا هذا بدت وجوههم فى الكليب واضحة جلية، ولا شك أن المسئولين المصريين هناك يستطيعون التعرف عليهم بسهولة، واحداً واحداً، إن لم يكونوا يعرفونهم من قبل، فلا عذر للسكوت عليهم.
نحن لا نحتاج اليوم دستوراً معدلاً أو دستوراً جديداً، بقدر حاجتنا إلى رجال أقوياء غير مرتعشين، لهم نخوة ولهم كرامة، يغضبون إذا استُغضبوا، ويثورون إذا استُثيروا، ويضربون بيد من حديد كل حقير سولت له نفسه البئيسة أن ينال من سمت هذا الوطن سواء فى الداخل أو فى الخارج.